هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشيخ هشام ضياء الدين الخطيب

اذهب الى الأسفل

الشيخ هشام ضياء الدين الخطيب Empty الشيخ هشام ضياء الدين الخطيب

مُساهمة من طرف الهيتي الأحد فبراير 07, 2010 12:01 pm

--------------------------------------------------------------------------------

الشيخ هشام ضياء الدين الخطيب
امام وخطيب جامع الفاروق في هيت.
إعداد الشيخ مهند عبد العزيز الهيتي
إمام وخطيب جامع الحارث بن يزيد العامري
في هيت.

حديثنا اليوم عن علم من أعلام مدينة هيت تلكم البقعة المباركة التي خرجت العلماء والخطباء والشعراء الأنجاب الذين أصبحوا مشاعل نور وهداية يشار إليهم بالبنان وكان من بين هؤلاء الشيخ العلامة المرحوم ( ذو النون خميس المعبر الهيتي ) رئيس الجمعية الخيرية للبر والإحسان في هيت وعضو الهيئة الاستشارية لهيئة علماء المسلمين هذا العالم الذي أطلق عليه لقب شيخ الفقراء لحبه للفقراء والذي قضى عمره بالبر والتقوى ورحل عن هذه الدنيا وهو على هذا السمت .
الولادة والنشأة :
ولد الشيخ رحمه الله تعالى في مدينة هيت المباركة سنة 1937م ودرس في المدرسة النظامية سنة 1944 ثم تخرج منها ثم التحق بدوحة العلماء المباركة ودخل المدرسة الدينية سنة 1952 وأكمل دراسته فيها ودرس القران الكريم والنحو الصرف والفرائض وكان مولعاً بعلم الفرائض
و تتلمذ رحمه الله على عدد كبير من كبار المشايخ والعلماء منهم الشيخ العلامة الشيخ طه علوان السامرائي ، والشيخ ضياء الدين الخطيب وكذلك درس عند الشيخ إبراهيم جدي رحمه الله... وغيرهم ، وكان زملاؤه في الدراسة الشيخ إحسان عبد الكريم إمام وخطيب جامع علي بن أبي طالب في هيت والدكتور قوام الدين عبد الستار عميد كلية الإمام الأعظم لإعداد الأئمة والخطباء والدعاة والشيخ زهير رشاد الخطيب خطيب جامع الفاروق في هيت .
في مجال الدعوة والعمل :
عين الشيخ رحمه الله في مسجد باب الغربي وبقي فيه مدة طويلة ثم نقل إلى حديثة وبعد ذلك على ابو طيبان ثم إلى قرية البو حياة وبعدها على جامع علي الهيتي في حي البكر عبر جسر هيت خطيبا ثم عين في جامع الفاروق إماما وبعد ذلك حِيل للتقاعد ....
وشغل عدة مناصب منها رئيسا للجمعية الخيرية للبر والإحسان في مدينة هيت وعضو الهيئة الاستشارية لهيئة علماء المسلمين .
وكان شيخنا الراحل عالما ومفتيا دقيقا ومتواضعا زاهدا لا يحب الفخر ولا التفاخر لا يعرف الرياء ولا السمعة ولا حب الظهور ولا التكبر ولا الغرور كان متأسيا بالمصطفى عليه الصلاة والسلام يقضي معظم وقته مع الفقراء والمساكين يزورهم ويواسيهم وينفق عليهم ويدفع لهم ما يحتاجونه من مال وطعام وكسوة سواء من ماله الخاص أو من مال جمعيته الخيرية التي هي اسم على مسمى كما وعرف بضبطه لعلم الفرائض وبسلاسة شرحه لعلم المواريث .
وعرف أيضا بضبطه لمواقيت الصلاة لأنه يعلم أن الصلاة لا تصح إلا بعد دخول الوقت ، فعمل جدولا لمواقيت الصلاة على مدار السنة ولا زالت إلى يومنا هذا صدقة جارية وأثرا طيبا له في كل مسجد وبيت .
عرضت له كثير من المناصب فأبى وكان يقدم غيره معتبرها مغرما لا مغنما ، ولا زلت اذكر عنه كيف كان يجود بعلمه وتواضعه عندما دخلت عليه يوما في مقر الجمعية وقلت له : يا شيخ أنا من طلاب الشيخ عبد الملك السعدي فقال : حياك الله قلت له يا شيخ أريدك أن تشرح لي مسالة الغراويين في المواريث قال : نعم انا حاضر فشرحها لي شرحا وافيا استفدت منه الكثير فأُعجبتُ بعلمه وبخلقه وتواضعه ، كان رحمه الله تقدم له الهدايا فيأبى حتى من أقرب الناس إليه .
أحب الناس وأحبوه يمشي في الشارع وترى كأنه يحمل هموم الفقراء ، يواكب الناس ويواسيهم في أفراحهم وأحزانهم تلاقيه يمشي في شوارع هيت وأزقتها يتفقد الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام وكأنه مدرسة أطلق عليها مدرسة الشيخ ذو النون الخاصة بالفقراء نراه بسترته وعمامته يمشي ولا يسأل احد ، العجيب عندما يقصد احد من أهالي هيت ياتون إليه لأنه زرع المحبة في قلوبهم فيلبون له ما يريد من غير ضجر يذهب للقرى يخطب ويرجع من ماله الخاص قضى حياته كلها بالعلم والتعليم والزهد والتقوى كان يجلس في جامع الفاروق يطالع الكتب القديمة التي أحبها كثيرا ، يحب مجالسة العلماء والناس العوام وخاصة الفقراء حتى عندما يحضر الناس في مدينة هيت أو يشهدون احتفالا أو تجمعاً أو تشييعا إلا وترى الشيخ ذو النون والشيخ صبحي الهيتي والشيخ عبد الغفور والشيخ بهجت ابو الطيب والشيخ زهير والشيخ صادق عبد القهار تراهم مجتمعون والناس ملتفة حولهم تسألهم وتستأنس بمجالسهم وعلمهم ومن قوة علمه في علم الفرائض أن دار العدالة في هيت عندما يأتيهم احد يريد قساما شرعيا يبعثوه إلى الشيخ ذو النون لأنه قسامه قساما دقيق لا يباريه احد فيه حتى القضاة يكنون له الاحترام والتقدير العالي ولا يعقب بعد تقسيمه ولا يناقش القسام، وكان رحمه الله يُعرض عليه الحج كل سنة من قِبل الدولة لكنه يأبى ولا يقبل يلحون عليه ويصرون لكنه يمتنع حتى من كبار المسؤولين آنذاك في الهيئة العليا للحج كان الشيخ عبد الملك يحبه كثيرا حتى كان الشيخ يتفقده ويبعث له معي سلاما خاصاً لما له من مكانة في قلوب العلماء وأهل العلم .
واذكر مرة أتيت له بمبلغ من قبل أحد العلماء لكنه أبى وقال لي أرجعها له وقل له: بارك الله فيه انا غير محتاج ،كان الناس يذهبون إلى جامعه عبر نهر الفرات في هيت - جامع علي الهيتي -للاستماع لخطبته والانتفاع بها لان خطبته كانت موجزة ومفهومة ونافعة.
مرضه ووفاته :
أصابه المرض في أيامه الأخيرة وكان الناس يعودونه في بيته فجعت المدينة في يوم الثلاثاء 13/ 9 / 2005م بوفاته ،فقد كان مثالا للعلم والتقوى والزهد والأخلاق وكان يحب أن يصلح بين الناس بكى عليه الصغار والكبار والشباب والفقراء والمساكين شيع تشيعا مهيبا وجاء لتشييعه الناس من كل حدب وصوب وقد صلى عليه الشيخ صبحي الهيتي رحمه الله تعالى والشيخ ياسين تركي والشيخ عبد الغفور فواز وودع المدينة التي أحبها وأحبته وحمل على الأكتاف وطيف بجثمانه في أرجاء المدينة ودموع أهلها تذرف فوق الخدود وقد دفن في مقبرة الشيخ احمد في مدينة هيت وقد أقيم له حفلُ تأبيني في جامع هيت الشرقي حضرة كوكبة من العلماء وطلبة العلم وشيوخ العشائر ووجهاء المدينة ورثاه الشاعر صلاح محيسن بقصيدة رائعة عنوانها وداعا أبكى فيها الناس ومما جاء فيها :
بدهري عجيبات وإحدى عجائبه لهيتي بمأساة ودمعٍ يساكبه
قرات بوجه القوم قلت احبةٍ فحَيات من اهوى تضيء كواكبه
كأني بذاك اليوم طارت سعادتي سهرنا لساعاتٍ تُعَدّ مناقبه
نعم . تخرب الدنيا بموتٍ لعالمٍ وتملأ دار العز فيها عناكبه
فلا هي بالأعمار طول حياتنا ولكن باعمال ونفسٍ تحاسبه
فشيخ بنا يقوى ثمانين حجّةً ويَخطِفُ عزرائيل طفلاً تلاعبه
بفقدك يا شيخي فقدنا ثلاثة حسابا . مواريثاً. فقيرا تداعبه
ويسال دوما عن صيام مطالعٍ فيُجلي بإمساكيةٍ لي غياهبه
وحتى بدار العدل أضحت مناحةً لقد قُد للميراث فيها جوانبه
فيا بنتَ مسكينٍ وبنت َ أراملٍ فمن بعد ذنونٍ شغولٍ مَلاعِبُه
مثنى . تقاسيمٌ يكون عزاؤنا فنحن محبوه وأنتم أقاربه
فخذ أنت بُستاناً وداراً بما حوت ودع لي فتاويه وذكرى تجاوبه
خذوا من حياة الشيخ خير نصائحٍ فكلٌ لباب القبر حطت مراكبه
رحم الله الشيخ ذو النون ساحب الزهد الذي تربى على يد العلماء أصحاب المناهج الصافية الصادقة مع الله تعالى غالبا ما يثيرون في النفوس ابتهار انكشف عن جوهر الصدق والإخلاص في العمل ومعنى الثبات على خطى السلف الصالح وإن لم يكن هذا وذاك فعلى أقل تقدير يثيرون لدينا قناعة تغيير المناهج الخاطئة السائدة ما هي أكثر صدقا وقربا إلى الحقيقة ، وقد فعل الزمن فعله وعملت أصابع أعداء الإسلام عملها في الخفاء والعلن لتغير كثير من المفاهيم الإسلامية الصحيحة لتحل بدلا عنها تصورات ومفاهيم رثة ، واختلج في عقول كثير من الشباب اليوم الإبتعاد عن دوحة العلماء والإعتزاز برأيهم فازداد الجهل جهلا وازدات حدة التصادم بين الأصل الأبيض والجديد الأسود المستحدث حتى تشوهت لدى كثير منا معاني إتباع السلف الصالح والنظرة إلى التصوف وهل هما منفصلان معا وتلكم ما تمثلت به تجربة الشيخ الفاضل ذو النون خميس وتأتي وفاته في وقتٍ أحوج ما نكون فيه إليه وإلى أمثاله من الرجال المخلصين الصادقين الذين يسهمون في توجيه الناس إلى ما فيه الخير والصلاح

الهيتي
عضو جديد
عضو جديد

المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 07/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى