هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشيخ يحيى ناصر الشمري

اذهب الى الأسفل

الشيخ يحيى ناصر الشمري Empty الشيخ يحيى ناصر الشمري

مُساهمة من طرف الهيتي الأحد فبراير 07, 2010 11:56 am

--------------------------------------------------------------------------------

الشيخ العلامة المرحوم يحيى ناصر الشمري
عضو رابطة علماء الأنبار .
إعداد الشيخ مهند عبد العزيز الهيتي
إمام وخطيب جامع الحارث بن يزيد العامري
الحمد لله الذي خلقنا من عدم ، وأسبغ علينا وافر النِعم ، وكبرنا من صِغر ،وعلمنا من جهالة ،وهدانا من ضلالة ، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وبعد
كثيرا ما تراودنا الأماني عند الإطلاع على تجارب العلماء والدعاة أن نكون منهم ندرس وندرس كما عملوا ونبذل الجهد في إيصال كلمة الله تعالى إلى البشرية جمعاء فتحصل لدنيا نفس الرؤية والأفكار الناصعة المنيرة لظلمات حياة الجهل والإبتعاد عن شرع الله وقد ارتئيت أن أسطر هذا المحطات من حياة عالم من علماء الأنبار ممن له صيت كبير في حب الناس له عهدته منذ أن كنت طالبا في المدرسة الدينية أرى الناس يقبلون يديه ويحبونه حبا لا نظير له وقد رابني ما رايته من حب الناس له لما له مكانة وسألته ذات مرة فأحبني كثيرا وكانت تجمعني به صلة قرابة ذلكم الشيخ العلامة المرحوم العلامة ( يحيى ناصر الشمري )
الولادة والنشأة :
ولد الشيخ في مدينة هيت عام 1934 وأنهى الإبتدائية في هيت عام 1948نشأ في بيت مبارك وله أربعة أخوة وكان أبواه فقيرين كان يحب المساجد ومجالس العلم وكان كثيرا ما يتردد لجامع الفاروق في هيت حيث بيت أهله هناك كان محبا للفقراء وكان كثير من الناس يحبونه لكثرة تردده للمسجد حريصا على الاوقات وعلى تعلم القراءة والكتابة وكان أبوه يشجعه على دخول الملا في جامع الفاروق إلى أن وفقه الله بعد ذلك درس في المدرسة الديينة في هيت عند الشيخ طه علوان وأكمل الدراسة الدينية عند الشيخ عبد العزيز السامرائي في الفلوجة ، دخل الدورة التربوية العلمية في بغداد ثم عُين مدير مدرسة الفلاحات ، عضو رابطة علماء الأنبار وهو من المؤسسين لها عام 1966 شارك في الوعظ والإرشاد مع الجيش عام 1967 وسافر لأداء فريضة الحج مرتين وعمل إماما وخطيبا في جامع هميم في الرمادي إلى ان توفاه الأجل .
مسيرته العلمية والفقهية ؟
أكمل الدراسة الإبتدائية في هيت عام 1948 ودخل المدرسة الإسلامية في هيت وكان شيخها آنذاك الشيخ طه علوان السامرائي رحمه الله ودرس مع مشايخ كبار منهم الشيخ صبحي الهيتي والشيخ عبد الغفور فواز والشيخ عبد الرزاق الحبيب والشيخ ياسين الحنبلي وكان الشيخ من المبتدئين وكان معه في نفس الحلقة الشيخ اسماعيل جلوب ومحمد مهدي في المرحلة الأخيرة وبقي الشيخ زهاء ثلاث سنوات أو سنتين عند الشيخ طه علوان وكان الشيخ يتسرب ويذهب للفلوجة حيث الشيخ عبد العزيز سالم السامرائي الذي عرف عنه حرصه على الدرس والتدريس من الصباح وحتى المساء .
وقد درس الشيخ يحيى رحمه الله عند الشيخ عبد العزيز دروسا كان قد درسها لكن ليس بتعمق ودرس عند طلاب متقدمين مثل الشيخ عبد الستار والشيخ خليل الفياض والشيخ عبد الملك السعدي الذي كان معه في حجرة واحدة فكان يدرس عنده الدروس المتأخرة عليه مثل ( الحضرمية – ابن عقيل ، وقسم من جمع الجوامع – شرح السلم ) فالشيخ عبد الملك هو أخوه واستاذه من عام 1954 إلى عام 1959 ثم ابعد ذلك انفتحت دورة تربوية علمية في بغداد فدخلها الشيخ يحي الناصر رحمه الله للإمتحان وكان معه الشيخ عبد العليم ومحمد ناجي واسماعيل جلوب والشيخ صبحي الهيتي وكان امتحانا عاما فنجحنا .. وقد واصل الشيخ الدراسة عند العلامة عبد العزيز في السنة العاشرة وفي السابق كانت تسمى ( الاثنى عشرية ) ومن خلالها يصبح المتقدم مجازا للتدريس أو مجازا للإمامة والخطابة ويرفعون عنه الجندية بعدها تعين الشيخ مديرا لمدرسة الفلاحات وبقي مدة ثلاث سنوات وبعدها انتقل للدراسة المسائية وخلال دراسته في المدارس كان محافظاً على ملابسه الإسلامية وكان في رابطة علماء الأنبار التي أسست 1966 وبقي زهاء عشر سنوات يعمل فيها .
ذهب الشيخ للوعظ والإرشاد والحج عام 1970 ثم إلى الأردن وكانت هناك قافلتان القافلة الأولى يرأسها الشيخ صبحي الهيتي رحمه الله والقافلة الثانية كان سماحة الشيخ يرأسها وكان معه ( د عبد الرزاق السعدي ود عبد العليم وعبد العظيم رحمه الله ) بقينا عشرة أيام حفز الجيش على الجهاد والاعتصام بالله تعالى ونقول لهم من يتوكل على الله فهو حسبه ونصلي بهم ونخطب بهم .. ولا زال الشيخ في أيامه الأخيرة يمارس الإمامة والخطابة رغم المرض الذي أجهده يخطب في جامع هميم وكان يخدم الناس ويؤدي حقوقهم كي يحصل على حسن الخاتمة من الله عزوجل لان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ) وكان رحمه الله الشيخ يحيى يسألوه الناس إن ميتنا تشاهد وابتسم وقسم منهم يقولوا له يغضب ويبكي ويتوجع فيقول لهم : الذي يضحك ويصلي على محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يراه يقول عليه السلام ( من رآني مناما رآني صحوا ولو عند الغرغرة فإن الشيطان لا يتمثلني ) فيفرح بالمنزلة التي يراها في الجنة . والذي يبكي هو العاصي والكافر والمشرك لان يرى منزلته من النار ونتيجته السيئة .

في مجال الدعوة والعمل :
كان الشيخ رحمه الله مكتبة يمشي على الأرض وكان نبراسا شامخا يصلح بين الناس ويساعد الفقراء ويجلس مجالس الصالحين فما حضرنا احتفالا الا وكان الشيخ يحية رحمه الله سباقا له يحب ان يستمع وكان يضغط عليه من قبل الناس خاصة في احتفالات المولد النبوي الشريف بإلقاء المحاضرات في جوامع الرمادي وما أن يذكر الشيخ يحيى يذكر في مكان إلا ويذكر معه كل خير وطيب فقد كان مدرسة للتقوى والصلح وحب الناس حتى تراه عندما يخرج من بيته يمتنع من ركوب السيارة يحب أن يمشي والناس تسأله ويضع عباءته على رأسه ولم أرى مثل تواضع الشيخ يحيى ناصر رحمه الله فالناس تتبهر من تواضعه وكان يحب طلبة العلم ويوجههم ودائما كنت أرى الشيخ عبد الملك السعدي حفظه الله يقدمه إماما في جامع الرمادي الكبير ويجله ويحترمه وكان الشيخ عبد الملك ينصحنا بالتقرب والاستفادة منه وكان يوجه النصائح لنا دائما وكان يقول لنا لا يمكن لكم أن تنجحوا وتفلحوا الا بأن تتخلقوا بأخلاق الرسول عليه السلام ولا يمكن ان تستعينوا على قراءة الكتب القديمة لوحدكم كلا فالعلم وقراءة القران لا تتم بدون معلم فلا يمكن أن يكون الإنسان ناجحا في العلم وقراءة القران إلا بشيخه من لا شيخ له يبق مجرد شخص يرتدي عمامة وجلبابا فلا بد من عالم وموجه ومربي يعلمه على الأخطاء وعلى السير الصحيح والوصول إلى العلم الصحيح . وقد درسنا نحن على مشايخ كالشيخ عبد العزيز الذي يمتلك علمية واسعة وآلان أي عمامة ترونها امامكم في العراق هي من مجلس الشيخ عبد العزيز رحمه الله لانه معرف علما وورعا .
كان الشيخ رحمه الله متخذا مسارا مباركا في الدعوة وكان يجمع المال للفقراء وكان في كل موسم من رجب يذهب مع الشيخ عبد الملك لجمع المال من التجار وكان هو المحاسب وانظم القوائم شهريا إلى هيت وحديثة وكبيسة والرمادي بالإضافة إلى الوعظ والإرشاد حيث كنا نذهب إلى بعقوبة مدرسا في مدرسة سيدنا عثمان بن عفان الإسلامية في هيت وهي صرح من صروح مدينة هيت وبقت تواكب مسيرتها في تخريح طلبة العلماء ممن يشغلون اكبر شريحة في تغطية المساجد في الإمامة والخطابة إلى يومنا هذا ، وبقي رحمه الله مدرسا فيها حيث تخرج على يديه كثير من طلبة العلم والمشايخ الذين يشار لهم بالبنان ويشهد لهم الجميع بالفضل في هذه المدينة وفي كل مكان وقد حصل على الإجازة العلمية من قِبل الشيخ عبد العزيز السامرائي بتاريخ 27 جمادى الأول 1373 من الهجرة الموافق 29 كانون الثاني 1954 من الميلاد ......

ومن مذكرات الشيخ رحمه الله التي ذكرها ونصائحه في تجمعاته ولقاءاته:
أنصح الناس بالتوكل على الله بصدق النية ومن توكل على الله بخالص ادعيته أنجاه وأنصح الناس أيضا والمسلمين عامة بالتقوى والرجوع إلى الله كي ينزل الله ملائكته كما في غزوة بدر لأنهم كانوا متوكلين على الله ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) كما انصح الجميع بالسير على نهج الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة كما قيل لسيدنا عمر ( عدلت فأمنت فنمت ) ومن أبرز السبل للرجوع إلى الله هو الالتزام بشرع الله تعالى وصحبة العلماء الصادقين والشباب المتقين والبعد عن المساوئ والبعد عن المغريات والبعد عن الفسوق والبعد عن مخالفة الشريعة فإذا التزمنا بالشريعة وبالعلماء الصادقين والمخلصين لله تعالى فسوف نحصل على الربح الكبير إن شاء الله . وكان احد الصالحين حين يلتفت إلى الكتف الأيمن يفرح لأنه يسجل الحسنات وحين يلتفت إلى الكتف الأيسر يحزن لانه يكتب السيئات فالتقوى تفرج الكروب وتعطي الكرامات .
يروى أن امرأة كانت لها كوخ وكانت في مملكة حاكم ظالم فحين كان يتمشى الحاكم رأى الكوخ فقال لمن هذا ؟ قالوا إنه لامرأة فقيرة فأمرهم بهدمه وما فيه من أغراض وحين عادت المرأة وكان وقت الغروب والجو بارد وممطر قالت : أين بيتي ؟ قالوا لها هدمه الحاكم فقالت لهم لماذا ؟ قالوا لها لأنه ظالم فلم تفعل شيء سوى النظر إلى السماء فقالت : ربي إني مؤمنة فأين أنت ؟ فنزل جبريل عليه السلام فمحى القصر فكل ما أقوله دعوة صادقة تسحق الامريكان . والمفروض أن ننتبه لأن الإنسان عندما يبتلى ينتبه على ابتلائه فالمفروض أن نعود إلى الله وإذا عدنا إلى الله تعالى ترفع عنا هذه الغمة إن شاء الله ولا بد أن تقبل دعوتنا .. أنهلك يا رسول الله وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث ) فنسأل الله ان يزول عنا الخبث بإذن الله .
ونحن مؤمنون بأن الغلبة ستكون للإسلام لكن في الوقت الحاضر نرى الكفار أو من يشرك بالله لهم الصدارة ولهم السيادة اقول من ناحية الدنيا نعم اما نحن فلنا الآخرة الدنيا يعطيها الله للذي يحبه والذي لا يحبه أما الآخرة ( والآخرة خير وأبقى ) والعاقبة للمتقين فعندما أخذ الأعداء بيت المقدس قلنا ذهب الإسلام ولا بد للرجوع إلى الدين فالنتيجة ان شاء الله للمسلمين وليس عليهم حتى عند نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان يحكم بدين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بدلالة الرجوع إلى القران ويدفن بجانب النبي محمد صلى الله عليه وسلم هكذا يتفق اهل اعلم .


مرضه ووفاته :
هكذا بقي الشيخ يحيى ناصر خطيبا في جامع آل هميم في الرمادي وقد ارتقى فضيلة الشيخ منار كثيرة منها منبر جامع الرمادي الكبير والجامع الجديد جامع الشيخ عبد الجليل رحمه الله وجامع حي المعلمين وشغل أخيرا مهام الخطابة في جامع هميم إلى ان أثقله المرض وبقي وهو على فراش المرض ينصح الناس والناس تزوره وتعوده وتاخذ النصائح منه وينشر حب الله وحب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وحب الصالحين في كل مجلس يجلسه حتى توفاه الأجل يم الثلاثاء 30/ 12/ 2003م من ثمان ذي القعدة 1424هـ وقد شيعه اهل الرمادي وجمع كبير من طلبة العلم والناس تشيعا مهيبا قي مسطرا في قلوب الناس إلى يومنا
وأقيم له حفل تابيني حضره جمع غفير من طلبة العلم والعلماء والمسؤوليين والقيت الكلمات والقصائد حزنا على فقده رحمه الله :
وَشَى بِسرِّكَ دَمعٌ ظلَّ يَنْسَكِبُ وغالَ صَبركَ صَدْعٌ ليسَ يَنْشعِبُ
فَما اعِتذارُكَ لِلَّاحي وقَدْ هَتكَتْ عنكَ الحِجابَ أُمورٌ ليسَ تَنحجبُ
هَيْهاتَ عندي جَوىً لو فَضَّ بادِرةً منهُ على الشُّهْب ما دارَتْ بهِ الشُّهُبُ
ما كُلُّ جُرحٍ جَناهُ طَرفُ ذي حَوَرٍ كلّا ولا كُلُّ سُكْرٍ جرَّهُ شَنَبُ
شَربتُ كأْسَ الهَوى وَحدي مُعَتَّقةً والعاشقونَ جَميعاً فَضْلَها شَربوا
فَمَنْ يَكُنْ عاشِقاً مِثلي يَحقُّ لهُ ألَّا يُبالي أقامَ الحَيُّ أمْ ذَهبوا
في وَجْهِ مَنْ هَامَ قَلبي فيهِ لي شُغُلٌ عنْ كُلِّ شُغلٍ فلا يُزْري بكَ الرَّغَبُ
وجهٌ إذا انتَسَبتْ كُلُّ الوُجوهِ إلى حُسنٍ فَما لِسِواهُ الحُسْنُ ينتسبُ
يالهفَ نَفْسي على خِلٍّ أُفاوضهُ حَديث َيحيى فَيُصغي لي كَما يجبُ
مُطَهَّرِ السَّمعِ لا يَثْني لِلائِمةٍ وَجْهاً ولا يَزدَريه المَيْنُ والكذِبُ

رحم الله الشيخ يحيى ناصر صاحب الزهد الذي تربى على يد العلماء أصحاب المناهج الصافية الصادقة مع الله تعالى غالبا ما يثيرون في النفوس ابتهار انكشف عن جوهر الصدق والإخلاص في العمل ومعنى الثبات على خطى السلف الصالح وإن لم يكن هذا وذاك فعلى أقل تقدير يثيرون لدينا قناعة تغيير المناهج الخاطئة السائدة ما هي أكثر صدقا وقربا إلى الحقيقة ، وقد فعل الزمن فعله وعملت أصابع أعداء الإسلام عملها في الخفاء والعلن لتغير كثير من المفاهيم الإسلامية الصحيحة لتحل بدلا عنها تصورات ومفاهيم رثة ، واختلج في عقول كثير من الشباب اليوم الإبتعاد عن دوحة العلماء والإعتزاز برأيهم فازداد الجهل جهلا وازدادت حدة التصادم بين الأصل الأبيض والجديد الأسود المستحدث حتى تشوهت لدى كثير منا معاني إتباع السلف الصالح والنظرة إلى التصوف وهل هما منفصلان معا وتلكم ما تمثلت به تجربة الشيخ الفاضل يحيى ناصر علاوي رحمه الله وتأتي وفاته في وقتٍ أحوج ما نكون فيه إليه وإلى أمثاله من الرجال المخلصين الصادقين الذين يسهمون في توجيه الناس إلى ما فيه الخير

الهيتي
عضو جديد
عضو جديد

المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 07/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى