هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشيخ ذو النون خميس المعبر رحمه الله

اذهب الى الأسفل

الشيخ ذو النون خميس المعبر رحمه الله Empty الشيخ ذو النون خميس المعبر رحمه الله

مُساهمة من طرف الهيتي الأحد فبراير 07, 2010 11:58 am

الحلقة الرابعة :
الشيخ العلامة ذو النون خميس المعبر الهيتي
رئيس الجمعية الخيرية للبر والإحسان في هيت

اعداد الشيخ مهند عبد العزيز الهيتي
إمام وخطيب جامع الحارث بن يزيد العامري في هيت

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان الا على الظالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ... وعلى آله وصحبه أجمعين ... اما بعد :
صرح الله تعالى في قرآنه المجيد أنه خلق الإنسان للعبادة والطاعة وبناء الحياة على الأخلاق الفضيلة ، والنهوض بالقيم النبيلة وعلى هذا الدرب الفطري سار الأنبياء والدعاة والمصلحون والعلماء حتى زهت الوان الحياة وتجسدت صور النبل والوفاء والصدق لمجتمعات تفخر بها الإنسانية في مراحل متعددة من تاريخ الحياة على الأرض وهكذا نرى كل عالم وداعية عَمِلَ وفق هذه الفطرة قد نجا وقدم خيراً لنفسه ولبقية الناس وكل من خالف وشذ عن ذلك نجد اسمه في زاوية مظلمة من زوايا التاريخ وسيبقى كذلك إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ، وحديثنا اليوم عن علم من اعلام مدينة هيت تلكم البقعة المباركة التي خرجت العلماء والفهماء والخطباء والشعراء الأنجاب الذين اصبحوا مكاتبا يمشون على الأرض ويشار غليهم بالبنان لا بد انكم اشتقتم غلى معرفة هذا العالم ذلكم الشيخ العلامة المرحوم ( ذو النون خميس المعبر الهيتي ) رئيس الجمعية الخيرية للبر والإحسان في هيت وعضو الهيئة الاستشارية لهيئة علماء المسلمين هذا العالم الذي اطلق عليه لقب شيخ الفقراء لحبه للفقراء والذي قضى عمره بالبر والتقوى ورحل عن هذه الدنيا وسكن القلوب ولد الشيخ رحمه الله تعالى في مدينة هيت المباركة سنة 1937
درس في المدرسة النظامية سنة 1944 ثم تخرج منها ثم التحق بدوحة العلماء المباركة
ودخل المدرسة الدينية سنة 1952 وأكمل دراسته فيها ودرس القران الكريم والنحو الصرف والفرائض وكان مولعا بعلم الفرائض
و تتلمذ الشيخ ذو النون رحمه الله على عدد كبير من كبار المشايخ والعلماء منهم الشيخ العلامة الشيخ طه علوان السامرائي ، والشيخ ضياء الدين الخطيب وكذلك درس عند الشيخ ابراهيم جدي رحمه الله... وغيرهم
عين الشيخ رحمه الله في مسجد باب الغربي وبقي فيه مدة طويلة ثم نقل إلى حديثة وبعد ذلك على ابو طيبان ثم الي قرية البو حياة وبعدها على جامع علي الهيتي في حي البكر عبر جسر هيت خطيبا ثم عين في جامع الفاروق إماما وبعد ذلك حييل للتقاعد ....

وكان زملائه في الدراسة الشيخ إحسان عبد الكريم إمام وخطيب جامع علي بن ابي طالب في هيت والدكتور قوام الدين عبد الستار عميد كلية الامام الاعظم لاعداد الأئمة والخطباء والدعاة والشيخ زهير رشاد الخطيب خطيب جامع الفاروق في هيت
شغل عدة مناصب منها رئيسا للجمعية الخيرية للبر والأحسان في مدينة هيت وعضو الهيئة الاستشارية لهيئة علماء المسلمين وخطيب في جامع الشيخ علي الهيتي وأمام في جامع الغربي ثم في جامع الفاروق في هيت وهو من اقدم الجوامع .
كان يمتاز شيخنا الراحل بتواضعه وخلقه وزهده فعندما يسال أحد من اهل المدينة لا يبعث الإ على الشيخ ذو النون كان ابو الفقراء كان يمتاز بعلم الفرائض باسلبوبه وسلاسة شرحه لعلم المواريث الذي هو اول عليم يرفع من الأرض كما اخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( انه او علم يرفع من الأرض ) وكما نعلم ان للعلك في افسلام مكانة لا تضاهيها مكانة ، فهو دليل الإيمان ، وهو مفتاح العبادة ومصباح طريق المسلم ،وهو إمام والعمل تابعه ،وهو الأنيس في الوحشة والصديق في الغربة ، وهو الكنز الذي لا تخاف عليه لصاً كما يقول الشاعر :
وكنز لا تخاف عليه لصاً خفيف الحِمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه وينقص غن به كفا شددنا
وكان شيخنا رحمه الله تعالى عالما مفتيا دقيقا ومتواضعا زاهدا لا يحب الفخر ولا التفاخر لا يعرفالرياء ولا السمعة ولا حب الظهور ولا التكبر ولا الغرور كان متأسيا بالمصطفى عليه الصلاة والسلام يقضي معظم وقته مع الفقراء والمساكين يزورهم ويواسيهم وينفق عليهم ويدفع لهم ما يحتاجونه من مال وطعام وكسوة ساء من ماله او من مال جمعيته الخيرية التي هي اسم على مسمى هذه الجمعية التي لها باع طويل في هذا الجانب وكان حريضا رحمه الله تعالى على ضبط المواقيت لأنه يعلم ان الصلاة لا تصح إلا بعد دخول الوقت ، فعمل جدولا لمواقيت الصلاة على مدار السنة ولا زالت إلى يومنا هذا ويترحم الناس على الشيخ ذو النون كلما رؤاها في مسجد او بيت أو مكتبة أو دائرة .
كان رحمه الله لا يحب ان يشتكي لأحد عرضت له كثير من المناصب فابى وكان يقدم غيره ويحب الخير لغيره ذات مرة دخلت عليه في مقر الجمعية وقلت له يا شيخ أنا من طلاب الشيخ عبد الملك السعدي فقال حياك الله قلت له يا شيخ اريدك ان تشرح لي مسالة الغراويين في المواريث قال نعم انا حاضر فشرحها لي شرحا وافيا استفدت منه الكثير عُجبت بخلقه وتواضعه كان رحمه الله تقدم له الهدايا فيأبى حتى من أقرب الناس إليه ما دخل احد غريبا او قريبا مدينة هيت الا ووجد مواقيت الشيخ ذو النون وامساكية شهر رمضان التي يجعل فيها مآذن مدينة هيت تصرخ بتكبيرة واحدة عند وقت الافطار حتى الساعات المبرمجة الحديثة ادخل عليه برمجتها توقيت الشيخ ذو النون وعلقت في المساجد
أحب الناس واحبوه يمشي في الشارع وترى كانه يحمل هموم الفقراء ما راينا ابتسامته الا قليلا الناس عندما تريد ان تتبرع بشيء تاتي اليه مباشرة يوم من الايام جاءته ختمات للمصاحف قلت له يا شيخ لا يوجد في مسجدي ختمة قال تعال واوصلها الى مسجدك لانها وقف فهمت قلت له نعم يواكب الناس ويواسيهم في افراحهم واحزانهم تلاقيه يمشي في شوارع هيت وازقتها يتفقد الفقراء والمساكين والأرامل والايتام وكانه مدرسة أطلق عليها مدرسة الشيخ ضو النون الخاصة بالفقراء نراه بسترته وعمامته يمشي ولا يسأل احد العجيب عندما يريد احد من اهالي هيت ياتون اليه لانه زرع المحبة في قلوبهم فيلبون له ما يريد من غير ضجر يذهب للقرى يخطب ويرجع من ماله الخاص قضى حياته كلها بالعلم والتعليم والزهد والتقوى كان يجلس في جامع الفاروق يطالع الكتب القديمة التي احبها كثيرا . وكذلك جامع الغربي في هيت في الجهة الغربية ويبعد عن جامع الفاروق أكثر من مائة وخمسين مترا وهو كما يروي الشيخ عبد الغفور فواز رحمه الله في مذكراته عن هذا المسجد وهو مسجد بني لاداء الصلوات الخمسة في اليوم والليلة واكثر ما تصلى فيه صلاة المغرب وصلاة الفجر لأن أغلب العمال يذهبون وقت الفجر إلى اعمالهم ويتواجد اهل المحلة في وقت الغروب فيؤدون الصلاة فيه ، ويؤمهم الشيخ المرحوم الملا ذو النون خميس ومساحته خمسون مترا تقريبا يقف المصلون في صفين والامام يقف في المحراب . ويبعد عن نهر الفرات أكثر من سبعين مترا وفي نيسان حيث يفيض نهر الفرات وعندما يفيض يصل الماء إلى بابا الجامع تقريبا إلا ان المسجد يعلو الشارع ما يقارب المتر فيداعب النهر عتبات المسجد وترى الناس مجتمعة في تلك الساحة تشاهد هذا النهر وسرعنه في الجريان والناس في مهرجان ينظرون الى النهر وسرعته ومن الناس من يخاف على بستانه وممنهم من يخاف على داره من الوقوع وقد وقف احد الشعراء من اهالي هيت الكرام واخذه المنظر واسنهواه وحرك في قريحته الشعر واسمه طه الحاج ياسين وابوه من العلماء الأفاضل وكان المفتي آنذاك الشيخ عبد الجليل آل الحاج إبراهيم رحمه الله تعالى حيث قال هذا الشاعر :
طغى نهر الفرات على هيتٍ فاغرقها وعم طوفانه ( إقنان ) و ( الحجرا )
وبات جامعها الغربي تبصره على شفا جرف من جانبٍ خطرا
أصبحت نوحا ولم تملك ووآسفا من السفينة الواحاً ولا دسرا
صلى عليك أيا طه الإله فقد أصبحت والناس يدعوك يا عمرا
وكان الشيخ ذو النون يحب مجالسة العلماء والناس العوام وخاصة الفقراء حتى عندما ينظرون الناس في مدينة هيت أو يشهدوا احتفالا أو تجمعاً أو تشييعا إلا وترى الشيخ ذو النون والشيخ صبحي الهيتي والشيخ عبد الغفور والشيخ بهجت ابو الطيب والشيخ زهير والشيخ صادق عبد القهار تراهم مجتمعون والناس ملتفة حولهم تسالهم وتستانس بمجالسهم وعلمهم ومن قوة علمه في علم الفرائض ان دار العدالة في هيت عندما ياتيهم احد يريد قساما شرعيا يبعثوه إلى الشيخ ذو النون لأنه قسامه قساما دقيق لا يباريه احد فيه حتى القضاة يكنون له الاحترام والتقدير العالي ولا يعقب بعد تقسيمه ولا يناقش للقسام وكان رحمه الله يُعرض عليه الحج كل سنة من قِبل الدولة لكنه يابى ولا يقبل يلحون عليه ويصرون لكنه يمتنع حتى من كبار المسؤوليين آنذاك في الهيئة العليا للحج كان الشيخ عبد الملك يحبه كثيرا حتى كان الشيخ يتفقده ويبعث له معي سلاما خاصاً لما له من مكانة في قلوب العلماء واهل العلم كان يرفض أي مساعدة من احد شغله وشاغله مساعدة الفقراء والمحتاجين مرة اتيت له بمبلغ من قبل أحد العلماء لكنه أبى وقال لي ارعها له وقل له بارك الله فيه انا غير محتاج كان عندما ياتي فقير يرسلوه غلى الشيخ رحمه الله كان الناس يذهبون إلى جامعه عبر نهر الفرات في هيت جامع علي الهيتي للإستماع لخطبته والانتفاع بها لان خطبته كانت موجزة ومفهومة ونافعة أصابه المرض في ايامه الأخيرة وكان الناس يعودونه في بيته فجعت المدينة في يوم الثلاثاء 13/ 9 / 2005م بوفاته فقد كان مثالا للعلم والتقوى والزهد والاخلاق وكان يحب ان يصلح بين الناس بكى عليه الصغار والكبار والشباب والفقراء والمساكين شيه تشييعا مهيبا وجاء لتشييعه الناس من حدب وصوب وقد صلى عليه الشيخ صبحي رحمه الله تعالى والشيخ ياسين تركي والشيخ عبد الغفور فواز وودع المدينة التي احبها واحبته وحمل على الأكتاف وطيف بالجثمان في ارجاء المدينة ودموع اهلها تذرف فوق الخدود وقد دفن في مقبرة الشيخ احمد في مدينة هيت تلكم المقبرة التي جمعت رفاة الشيخ ذو النون ثم الشيخ هشام ثم الشيخ عبد الفغور ثم الشيخ صبحي عليهم رحمات ربي وقد اقيم له حفلُ تابيني برعاية هيئة علماء المسلمين في جامع هيت الشرقي حضرة كوكبة من العلماء وطلبة العلم وشيوخ العشائر ووجهاء المدينة وابتدى الإحتفال بتلاوة آي من الذكر الحكيم للقارئ عمر عبد العزيز وكان عريف الحفل الشيخ د احمد جمعة ثم تقدم عميد الخطباء الشيخ صبحي الهيتي والقى كلمة التابين ثم د مفلح عبد الواحد عضو هيئة علماء المسلمين وقصيدة للشيخ زهير رشاد الخطيب ورثاء للشاعر صلاح محيسن وقد قال في حقه د ليث قهير هذا الأبيات :
نجمٌ هوى في لجة الأقدار وتخافتت انوار ليل بافتقار
نجم هوى حيث الخطوب تزاحمت فوق الربى متناثر الأسرار
ما كان للعلم الزوال ببغتةٍ من بيننا بل بتقارب الأعمار
وكذلك رثاه الشاعر صلاح محيسن بقصيدة رائعة عنوانها وداعا أبكت الناس قال فيها
بدهري عجيبات وإحدى عجائبه لهيتي بمأساة ودمعٍ يساكبه
قرات بوجه القوم قلت احبةٍ فحَيات من اهوى تضيء كواكبه
كأني بذاك اليوم طارت سعادتي سهرنا لساعاتٍ تُعَدّ مناقبه
نعم . تخرب الدنيا بموتٍ لعالمٍ وتملأ دار العز فيها عناكبه
فلا هي بالأعمار طول حياتنا ولكن باعمال ونفسٍ تحاسبه
فشيخ بنا يقوى ثمانين حجّةً ويَخطِفُ عزرائيل طفلاً تلاعبه
بفقدك يا شيخي فقدنا ثلاثة حسابا . مواريثاً. فقيرا تداعبه
ويسال دوما عن صيام مطالعٍ فيُجلي بإمساكيةٍ لي غياهبه
وحتى بدار العدل أضحت مناحةً لقد قُد للميراث فيها جوانبه
فيا بنتَ مسكينٍ وبنت َ أراملٍ فمن بعد ذنونٍ شغولٍ مَلاعِبُه
مثنى . تقاسيمٌ يكون عزاؤنا فنحن محبوه وأنتم أقاربه
فخذ أنت بُستاناً وداراً بما حوت ودع لي فتاويه وذكرى تجاوبه
خذوا من حياة الشيخ خير نصائحٍ فكلٌ لباب القبر حطت مراكبه
رحم الله الشيخ ذو النون ساحب الزهد الذي تربى على يد العلماء أصحاب المناهج الصافية الصادقة مع الله تعالى غالبا ما يثيرون في النفوس ابتهار انكشف عن جوهر الصدق والإخلاص في العمل ومعنى الثبات على خطى السلف الصالح وإن لم يكن هذا وذاك فعلى أقل تقدير يثيرون لدينا قناعة تغيير المناهج الخاطئة السائدة ما هي أكثر صدقا وقربا إلى الحقيقة ، وقد فعل الزمن فعله وعملت أصابع أعداء الإسلام عملها في الخفاء والعلن لتغير كثير من المفاهيم الإسلامية الصحيحة لتحل بدلا عنها تصورات ومفاهيم رثة ، واختلج في عقول كثير من الشباب اليوم الإبتعاد عن دوحة العلماء والإعتزاز برأيهم فازداد الجهل جهلا وازدات حدة التصادم بين الأصل الأبيض والجديد الأسود المستحدث حتى تشوهت لدى كثير منا معاني اتباع السلف الصالح والنظرة إلى التصوف وهل هما منفصلان معا وتلكم ما تمثلت به تجربة الشيخ الفاضل ذو النون خميس وتأتي وفاته في وقتٍ أحوج ما نكون فيه إليه وإلى أمثاله من الرجال المخلصين الصادقين الذين يسهمون في توجيه الناس إلى ما فيه الخير والصلاح
ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نتضرع إلى الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين... وإنا لله وإنا إليه راجعون .
* * *
فرحمة الله الواسعة عليك يا فقيدنا الغالي ، ونسأل الله تعالى ان يعوض الأمة بمن هو مثلك اخلاصاً وعلماً وثباتاً ، واللهَ نسال لك الرحمة والمغفرة والرضوان ، وجنات الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفقياً

الهيتي
عضو جديد
عضو جديد

المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 07/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى