هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأمة وعلماؤها - بقلم: أ.د. الشيخ عبدالرزاق السعدي

اذهب الى الأسفل

الأمة وعلماؤها - بقلم: أ.د. الشيخ عبدالرزاق السعدي Empty الأمة وعلماؤها - بقلم: أ.د. الشيخ عبدالرزاق السعدي

مُساهمة من طرف القرطاس الإثنين مايو 11, 2009 10:08 am


بسم الله الرحمن الرحيم

الأمة وعلماؤها


بقلم/ أ.د. الشيخ عبدالرزاق عبدالرحمن السعدي


العلماءُ ورثةُ الأنبياء، ووراثتُهم تعني أموراً كَثيرةً، فإذا كانَ الأنبياء لم يورِّثوا دِرهماً ولا ديناراً، فإن العلماء وَرِثُوا منهم العلمَ الشريفَ الذي جاؤوا به وحياً من عند الله عز وجل، وإذا كان الأنبياءُ في موقع القيادة الدينية والدنيوية فإن العلماءَ ينبغي أن يكونوا كذلك، وعلى عامةِ المسلمينَ أن يُوكِلُوا ذلكَ للعلماءِ، فيحتكموا إليهم في شؤونهم الدنيوية والأخروية، وإذا كان حبُّ الأنبياء واجباً على المؤمنين بل إن حُبَّهم دليلُ الإيمانِ وبرهانُ الصدقِ، فإنَّ حُبَّ العلماءِ واجبٌ على المؤمنين أيضاً، فإنّ حُبَّ العلماء دليل على إيمان مُحبِّهم.

وهكذا تنسحب وراثة العلماءِ للأنبياء على وجوب طاعتهم فيما يأمرون به من طاعة الله تعالى، ووجوبِ نُصرتهم وتوقيرهم والدفاعِ عنهم، وبعكسه يكونُ الإنسانُ منافقاً في لسانه ومريضاً في قلبه وجاهلاً في أمور دينه.

ويبقى هناك فرق بين مقام الأنبياء ومقامِ العلماء؛

فالأنبياء مرسلون معصومون من الخطأ والزلل، أرسلهم الله تعالى وأوحى إليهم دينَهُ وكُتُبَهُ دونَ أن يتعلموا من أحد من البشر.

أما العلماءُ فعلمهم امتدادٌ لعلم الأنبياء ومعرفتهم قائمة على ما جاء به الأنبياء، والعلماء لا يُوحَى إليهم وغير معصومين، فهناك عالم حفظه اللهُ وسارَ على الدرب بكلِّ صِدقٍ واخلاصٍ، وهناكَ عالِمٌ زلتْ به القدمُ وتعثرت به الطرق، ومع ذلك فصلاحُ العالم أوزللُهُ منسوبٌ إليه، ويبقى احترامُه وتقديرُه والتعلمُ منه أمراً مَطلوباً من كل مسلم بسبب علمه لا بسبب عمله.


وقد ينظر الجاهل إليه بمنظار سقيم، وللعالم وقفات لا يعلمها إلا الخلاق العليم، وقد أثبتت الوقائع أنّ لحومَ العلماءِ مسمومةُ وبغضهم وحسدهم نفاق ومرض وضَعْفٌ في الإيمانِ، ومن هنا أُقَدِّمُ بِكُلِّ تواضعٍ لله عز وجل ولكل مؤمن صادق نصيحةً مفيدةً لي ولإخواني المؤمنين وأخواتي المؤمنات أن نتقي الله تعالى في علمائنا ونتوحد على حبهم وتوقيرهم وأن نخاطبهم بكل أدب واحترام فالكلامُ حَسَنُهُ ورديئُهُ منسوبٌ إلى صاحبه ومُفْصِحٌ عن مدى خُلُقِهِ.

وفي مقابل ذلك فواجبُ العلماءِ أن يتحملوا كُلَّ ما يُوجَّهُ إليهم من إساءَةٍ فهذا هو قَدَرُهم أن يكونوا ورثة الأنبياء في استيعابِ جهل الجاهلين وغضِّ النظر عن اعتداء المعتدين وأن يتعاملوا مع الناس وشعارهم قول الحق تبارك وتعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}.
هدانا الله تعالى جميعاً لما يحبه ويرضاه، وحسبنا الله ونعم الوكيل.


نقلها لكم:
القرطاس

القرطاس
القرطاس
عضو جديد
عضو جديد

المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 08/05/2009
الموقع : Kuala Lumpur, Malaysia

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى